“ليه كل الناس بيلبسوا الساعة في إيدي الشمال.. السر اللي محدش قاله لك من الحرب العالمية الأولى!”

في حياتنا اليومية، كثير من الناس يختارون ارتداء الساعة في اليد اليسرى دون أن يعلموا أن هذه العادة تحمل خلفية تاريخية ومبررات عملية تعود لأكثر من مئة عام، ما بدا كاختيار عادي، تحول إلى تقليد عالمي بسبب ظروف معينة وأسباب وظيفية، وقد استمر مع مرور الزمن حتى في عصر الساعات الذكية والتقنيات الحديثة.

نشأة عادة ارتداء الساعة في اليد اليسرى

يرجع أصل هذه العادة إلى فترة الحرب العالمية الأولى، وبالتحديد عام 1914، حين قام مصمم الساعات الفرنسي لويس كارتييه بابتكار أول ساعة يد مخصصة للرجال، كان الهدف من هذا التصميم تسهيل مهام الجنود، حيث اعتبر أن اليد اليمنى هي اليد المسيطرة، والتي تستخدم في حمل السلاح وأداء المهام القتالية، ولذلك كانت اليد اليسرى هي الأنسب لوضع الساعة عليها، هذا الاختيار العملي جعل من ارتداء الساعة في اليد اليسرى أمرا شائعا بين الجنود ومن ثم انتقل إلى المدنيين تدريجيا.

العوامل العملية وراء استمرار العادة

مع تطور الساعات، لم تعد تحتاج إلى تدوير عقاربها يدويا كما كان في الماضي، حيث دخلت الساعات الأوتوماتيكية والرقمية السوق، إلا أن ارتداء الساعة في اليد اليسرى ظل مستمرا، ويرجع ذلك إلى عوامل عملية أخرى مثل حماية الساعة من الخدوش خاصة عند الكتابة أو استخدام اليد اليمنى في أداء الأعمال اليومية، إضافة إلى ذلك، يرتبط الأمر بالراحة والحرية في الحركة، إذ أن اليد المسيطرة غالبا ما تكون اليد اليمنى التي يحتاج صاحبها إلى استخدامها بحرية دون عوائق أو إزعاج.

الساعات لليد اليمنى توجه جديد

في السنوات الأخيرة، لاحظت بعض العلامات التجارية الفاخرة تغيرا في تصميم الساعات، حيث بدأت بإنتاج موديلات يمكن ارتداؤها على اليد اليمنى أو اليسرى على حد سواء، هذا التوجه جاء لمراعاة الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليسرى كيدهم المسيطرة في المهام اليومية، وكذلك من يفضلون ارتداء الساعة في اليد اليمنى لأسباب شخصية أو مهنية، بالإضافة إلى ذلك، هناك من يجد في ارتداء الساعة على اليد اليمنى شكلا من أشكال التميز والاختلاف، مما دفع السوق لتلبية هذا الطلب المتزايد.